أكد المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف على أهمية تكوين رؤية ووضع تصور لمواجهة ارتفاع نسبة غياب طلاب الثانوية العامة بالمدارس على أن تشارك كافة الجهات المعنية في صياغة هذه الرؤية بداية من وزارة التربية والتعليم مرورا بالإستفادة من الخبراء في المجال وتفعيلا لدور مجالس الأمناء والمشاركة المجتمعية ، ليتم ترجمتها إلى خطوات عملية متكاملة في أسرع وقت.
وأشار المحافظ إلى أن ظاهرة انتشار الدورس الخصوصية هي أهم اسباب عزوف طلاب الثانوية العامة عن الحضور للمدرسة ، وذلك رغم ما توفره الدولة من تجهيزات على مستوى عال للفصول خاصة في مجال الوسائل التعليمية الحديثة مثل السبورات الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت وغيرها ، الأمر الذي يستدعي سرعة التعامل مع هذه القضية المجتمعية الهامة.
وطالب المحافظ بأهمية أن يتم توضيح بعض المفاهيم الخاطئة عن التعليم والتي تؤثر بالسلب على فاعلية المنتج التعليمي في خدمة جهود التنمية ، مشيرا إلى أنه قد ترسخ لدى المجتمع المصري خاصة طالب الثانوية العامة وأسرته بعض القناعات غير الصحيحة مثل تصنيف الكليات إلى قمة وقاع ، وشعور طالب قسم الأدبي بقلة أهمية مجاله مقارنة بمجالات القسم العلمي ، وهو مايتنافى مع الواقع حيث أن هناك علوم اهتم بها الغرب في تحقيق تقدمه خاصة العلوم الاجتماعية والإنسانية والتي تفرد لها الدولة المصرية اهتماما كبيرا في خطتها للتنمية في الفترة الحالية.
جاء ذلك خلال زيارته لمدرسة السيدة عائشة الثانوية بنات ضمن برنامجه الميداني الخاص بالمنظومة التعليمية بالمحافظة للوقوف على مستوى الخدمة ومتطلبات تطويرها لتقديم منتج تعليمي متميز يمكن اعتماده كنموذج رائد يبدأ من بني سويف في ضوء رؤية مصر 2030،لاسيما وأن الدولة تضع ملف التعليم في أولويات خطتها لتحقيق التنمية الشاملة.
حرص محافظ بني سويف على أن تكون الزيارة غير تقليدية من خلال توصيل عدة رسائل واضحة لكل عناصر المنظومة التعليمية والتي ستساهم في تهيئة الحالة العامة بالمدرسة وتحقيق مستوى تعليم أفضل ، حيث أجرى المحافظ حواراً موسعاً في طابور الصباح مع الطالبات كتقليد جديد ، وتناول مناقشة عدداً من الموضوعات الهامة التي تتعلق بالعملية التعليمية.
وتمت مناقشة موضوع الدروس الخصوصية،وهل يمكن الاستغناء عنها ، وكيف يتم ذلك ، خاصة وأنه تم توفير بدائل عنها كمجموعات التقوية بالمدارس وغيرها من الوسائل ،ومستمعاً لأراء الطالبات ومقترحاتهن بخصوص هذا الموضوع ، والذي ناقشه معهن المحافظ لإمكانية اطلاق تجربة من المدرسة تحت شعار” مدرسة ثانوية بدون دروس خصوصية”.
وحرص المحافظ على مشاركة الطالبات تحية العلم مردداُ معهن النشيد الوطني ، حيث مثل هذا العمل نموذجاُ عملياً لزيادة الانتماء وحب الوطن وتقوية الحماس لدى الطالبات لمزيد من الإخلاص والتفاني في خدمة وطنهن الغالي مصر.
كما تجوًل المحافظ داخل فصول المدرسة في الحصة الأولى من اليوم الدراسي ، مطمئناً على سير العملية التعليمية وتوافر كافة الإمكانات والكتب المدرسية ونسب الحضور، حيث تلاحظ للمحافظ أن نسب الحضور بين طلاب الصف الثالث الثانوي ضعيفة جدا خاصة وأن العام الدراسي الجديد في أول أيامه ، مكلفا سهام يوسف وكيل مديرية التربية والتعليم باتخاذ اللازم نحو ذلك فضلا عن بحث اسباب هذه المشكلة لوضع الحلول المناسبة لها.
وحرص المحافظ على التواجد جانباً من الوقت أثناء شرح المعلمين للمناهج الدراسية،مطالباً بأهمية أن يتم ربط معلومات ومفردات كل مادة بواقع الحياة ليسهل للطالب فهمها واستيعابها ، فضلاً عن استفادته منها في واقع الحياة بدلاً من طريقة الحفظ المجرد والتي يمكن أن يستعاض عنها بها بـ “هارد ديسك “.
ولفت المحافظ إلى أن هذا العصر يتميز بتوافر كل وسائل البحث والحصول على المعلومات والتي يجب على الطلاب استخدامها في طريقة التحصيل الدراسي وأن يتم الإستفادة من المنهج بشكل أوسع وأكثر واقعية ، مؤكدا على أن سوق العمل يطلب المتميزين في القدرات والمهارات وليس المتفوقين في الدرجات فقط.
وأعرب عدد من الطالبات عن سعادتهن بهذه الزيارة وأنهن لم يعتدن على مثل هذا النوع من الزيارات التي يتحاور خلالها المحافظ معهن وشعورهن نحوه بأبوته لهن ، ويستمع لمقترحاتهن ومطالبهن ، مؤكدين على استفادتهن بشكل كبير من هذا الحوار المفتوح والذي جاء في صورة زيارة تفقدية للمدارس مع بداية عام دراسي جديد ، متمنين أن تكون كل زيارات المسؤولين على هذا الشكل غير التقليدي والمفيد.
