كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية الأربعاء، عن قصص صادمة للاجئات من أقلية الروهينجا المسلمة أجبرتهن الظروف القاسية على ممارسة الدعارة، من أجل تأمين احتياجاتهن في مخيمات بنجلاديش.
وأشارت الصحيفة في مقالة مطولة إلى أن “سيدات الروهينغا اللاتي يكافحن للحصول على الإمدادات الأساسية مثل: الطعام والماء في مخيمات بنجلاديش المزدحمة، يلجأن لتجارة الجنس المزدهرة للحصول على المال في الأوقات العصيبة”.
وروت الصحيفة قصصًا صادمة لفتيات وسيدات لجأن للدعارة مقابل المال، وقالت إحداهن لزميلاتها بعد أن دخلن إلى أحد الأكواخ داخل المخيم لممارسة الجنس، إن ذويها لو يعرفون بأمرها لقتلوها.
وتوضح الصحيفة أن “تجارة الجنس تزدهر في (كوتوبالونج) أكبر مخيم للاجئي الروهينجا في بنجلاديش، وإن كثيراً من العاملين في هذا المجال هم من المقيمين في هذا البلد منذ فترة طويلة، ولكن من المتوقع أن يؤدي تدفق عشرات الآلاف من النساء والفتيات الضعيفات إلى تأجيج الدعارة”.
ونقلت عن إحدى العاملات في البغاء داخل المخيم قولها إن “500 من الفتيات والنساء يعملن في الدعارة، لكن المسؤولين عن التجنيد في هذه التجارة يركزون على اللاجئين الجدد”.
ومع عدم امتلاك المؤسسات الدولية أيَّ إحصاءات رسمية عن عدد العاملات في مجال الدعارة داخل مخيمات الروهينجا، تقول الخبيرة المعنية بالعنف الجنسي في مكتب الأمم المتحدة للسكان، سابا زاريف، إنه “من الصعب الحصول على تقديرات بهذا الشأن، ونحن لا نجمع بيانات عن عدد العاملين في مجال التجارة الجنسية في المخيمات”.
وتقول “رينا” البالغة من العمر 18 عاما، إنها بدأت العمل في الدعارة منذ أن كانت في الـ 16 بعد زواج فاشل من مدمن على الكحول، كان يعاملها بقسوة ويضربها.
وأضافت أنه تركها بعد إنجابها طفلاً، وأنها مارست الجنس في المخيم بسبب اليأس، وحاجتها للمال.
أما “كامرو” البالغة من العمر 14 عاماً، والتي وصلت قبل سنوات في موجة لجوء سابقة وتعمل في الدعارة، فقالت إنها “لم تتمكن إطلاقاً من الالتحاق بالمدرسة؛ لأن أسرتها فقيرة جدا”.
وأضافت “المخيم هو كل ما أتذكره، لقد نشأت هنا، ولكني كنت جائعة دائمًا”.
وتابعت “يجب أن أخلع البرقع عندما أكون برفقة عملائي البنجلاديشيين، لكن في المخيم البرقع هو طريقتي للبقاء مجهولة الهوية”.
أما “روميدا” 26 عاما التي تركت تتضور جوعاً وتعاني من سوء التغذية، فرأت أن العمل في الدعارة هو السبيل الوحيد الذي يجعلها قادرة على النجاة والعيش، وأضافت: “قلت لنفسي إني سأفعل أي شيء.. لم يكن لدي خيار آخر”.
وأردفت، أن “أول عميل لها كان صديقًا بنجلاديشيًا أقنعها بممارسة الجنس معه مقابل ألف تاكا أي نحو (9 جنيهات إسترلينية)، وأنه دفع مبلغاً جيداً بالنسبة إليها”.
وتمارس “روميدا” الجنس مع 3 رجال في الأسبوع كمعدل متوسط، إذ إنها لا تجرؤ على المخاطرة بأكثر من ذلك العدد خوفًا من اكتشاف ما تقوم به.
وتتم معظم أعمال الدعارة عن طريق المكالمات الهاتفية، ومن خلالها يبلغ المشغل الفتيات إلى أين يذهبن ومن هو زبونهن.
وتقول إخصائية الحماية من جرائم الجنس في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (آي إف آر سي) ليزا أكيرو، إنه “إذا لم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير احتياجات الناس الأساسية، فإن خطر الاتجار بالبشر سينمو”.
وهرب أكثر من 600 ألف من الروهينجا، وهي أقلية مسلمة في بورما، من أعمال عنف وتطهير عرقي منذ أواخر أغسطس، إلى جنوب بنجلاديش في أحدث أزمة للاجئين في العالم.