تأتي زيارة المستشار الألمانية أنجيلا ميركل إلي القاهرة في توقيت مهم للغاية ،إذ تعد هذه الزيارة الأولي لها إلى مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في البلاد ،واعتقد أن اللقاء المرتقب اليوم سيتم فيه مناقشة العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين ،وسيكون الملف الاقتصادي هو الملف الأهم على طاولة المباحثات الثنائية .
تعد ألمانيا اكبر قوي اقتصادية في (الاتحاد الأوربي ) حاليا والتعاون الاقتصادي مع مصر مفيد للطرفين في ظل بحث الألمان عن استمارات خارج إطار الاتحاد الأوربي الذي أصبح على المحك عقب انسحاب بريطانيا من الاتحاد .
ولذلك يجب أن نستفيد من تجربة المكنيات الألمانية في الاقتصاد التي تعد أهم تجربة اقتصادية في التاريخ الحديث ،واعتقد أن مشهد عودة السياحة الألمانية إلى القاهرة سيتغير كثير بعد زيارة ميركل .
أن مصر بالرغم من المعوقات التي تواجه اقتصادها إلا أن الخطوات التي اتخذت مؤخرا جعلتنا نخطو خطوة نحو التعافي والانطلاق،وهو ما دفع الحكومة الألمانية تقدم إلي تهنئة الحكومة المصرية علي تلك الخطوات الإصلاحية، وأعربت عن تطلعها إلي رؤية المزيد من الإصلاحات الهيكلية والإجراءات الواقعية، سواء إدارياً أو مصرفياً أو مالياً.
ويحل الملف السياسي والأمني علي طاولة المباحثات بين (السيسي وميركل )، خاصة أن ألمانيا عاشت ما عاشته مصر مع الإرهاب والتطرف والعنف فألمانيا تعطي ملف الإرهاب أهمية قصوى لأنهم يدركون اهيمة الأمن في نماء الاقتصاد .
وسوف تعرف ميركل وجه نظر (مصر )في هذا الملف الشائك بما لمصر من خبرات معروفة نتيجة لمعاناتها الطويلة مع الإرهاب والإرهابيين،وتبقي ملفات (ليبيا وسوريا أو اليمن العراق ) حاضرة بقوة في مباحثات اليوم .