أكد فضيلة أ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر، أن ظاهرةَ (الإسلاموفوبيا) ليست ناجمةً عن انحرافاتِ بعضِ أتباع الدينِ الاسلامي فقط، وأن الغربُ مشاركٌ في ذلك بشكل كبير؛ وانه لم يَعُدْ يخفى على أحدٍ دعمُ بعضِ الأفراد والمؤسسات في بلاد الغرب لهذا الانطباع السائد عن الإسلام والمسلمين، على الرغم من علمهم اليقيني ببراءة الإسلام من أخطاءِ أو خطايا بعضِ أتباعه.
جاء ذلك خلال القاء شومان كلمة الأزهر في الملتقي الرابع لمنتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي يعقد تحت عنوان ” السم العالمي والخوف من الإسلام ” .
وأكد وكيل الأزهر إن رسالة الإسلام منذ بَدْءِ نزولها وهي تواجه حربًا شرسة من أجل وَأْدِها والقضاء عليها، وإن اختلفت الأساليب وتنوعت الأهداف المعلنة، لكن يبقى الهدف واحدًا، وهو ما نراه جليًّا في الشرق والغرب من خلال متابعة أحوال أتباع الإسلام – دون غيرهم مع الأسف – بذرائعَ واهيةٍ لا تسلم أمام النظرة الموضوعية المجردة، والمعرفة الحقيقية بجوهر الإسلام ورسالته.
وأضاف أنه ليس من العيب أن نعترف أن بعضَ بني جلدتنا انحرفت بهم عقولُهم السقيمة عن فَهم الدين فهمًا صحيحًا، فشوَّهوا إسلامَنا الحنيف في أذهان مَن لا يعرفون جوهرَ رسالتِه السمحة، فضًلا عن رفضِ بعضِ المسلمين الذين يعيشون في الغرب الاندماجَ في مجتمعاتهم، وسيطرةِ التيارات المتشددة على الخطاب الديني في بعض المجتمعات؛ مشيرا الى أن الدينَ – أيَّ دينٍ – إذا أُخِذَ بجريرة بعض أتباعه الذين اختاروا الغلوَّ والتشددَ فكرًا والعنفَ والتطرفَ مسلكًا، فلن يسلم من ذلك دينٌ من الأديان، بل إن ذلك ينسحب بالضرورة على كل الثقافات والحضارات، والرسالات السماوية من ذلك كلِّه براء، وقد بَيَّنَ ذلك علماءُ الأمة الثقاتُ، والمرجعياتُ الدينية المجردة، والمجامعُ الفقهية المعتبرة، وعلى رأس هؤلاء جميعًا فضيلةُ الإمام الأكبر شيخ الأزهر في أكثرَ من مناسبةٍ داخلَ مِصرَ وخارجَها.
وحذر وكيل الازهر الغربَ من اتخاذ القضاءِ على هذه الجماعاتِ المارقةِ ذريعةً لتدمير بلادِنا، وفَرضِ الوصايةِ على شعوبنا، وتحطيمِ آمالِنا في مستقبلٍ أفضلَ لشبابِنا والأجيالِ القادمة.