لماذا أغضب عندما يواجهني عزيز برأي لا يناسبني؟ ولماذا أزعل عندما يصارحني صديق بأنني قد قصّرت في أداء عمل ما؟ أو سلوك ما؟ ولماذا أغضب من الرفيق عندما يفعل شيئا غير ما اعتدت عليه سابقا؟ ولماذا…ولماذا…؟ هذه أمور لا تحدث معي فقط بل مع الجميع. لكن لماذا تثير مشاعر سلبية داخلنا ؟ هناك سبب داخلي في اعتقادي يشمل أغلب الحالات وهو «جرح كبرياؤنا» فكلنا نعتقد بأننا نعرف كل شيء، ونحاول أن نظهر بشخصية لائقة أمام الآخرين شخصية صالحة. وكلنا يسعى لنيل مديح واستحسان وإطراء الآخرين ولو بصورة غير مباشرة أما لو شخّص أحدهم سلوكا سلبيا فينا فترانا نتفاجأ ونصطدم. وعلى الفور يكون ردة فعلنا دفاعي يبرّر أخطائنا واحياناً نتخذ موقفا هجومياً غير مبرر ان المشكلة تكمن في الإقرار بأننا بشر يخطئ ويصيب بشر ضعيف وغير كامل ويحتاج إلى مساعدة كما نحتاج إلى صبر وإلى أن نحب الآخرين ونلتمس لهم الأعذار لاننا في المقابل لسنا دائماً علي صواب فالعلاقة السويه لابد ان تتسم بقدر من المرونة والتسامح واحياناً التغاضي عن توافه الأمور خصوصاً إذا استقر داخلنا ان الخطأ غير متعمد وفي اعتقادي أن الحلّ متوقف أيضا على ضرورة محاولة الابقاء على استمرار عِشرة طيبة يلتزم أطرافها بمساعدة بعضهم لبعض، ووجود اتفاق يقيني داخلي بقدرتنا علي الاستمرار لأننا نحتاج إلى مساعدة بعضنا البعض أما لو عشنا داخل أنفسنا وانغلقنا عليها، فسوف نحيد عن السلوك البشري السليم بصورة تدريجية نحن البشر سريعي التقلب والتأثر نتأثر بسرعة من أدنى كلمة صريحة تُقال لنتأثر سلبي. وهو أمر طبيعي أن سرعة الزعل وسرعة الانفعال والحساسية المفرطة وسرعة الانزعاج وسرعة الإنجراح وسرعة الاستياء وسرعة التكدُّر وسرعة الغضب وسرعة التهوّر كلها أمور سلبية غير صالحة لاستمرار العلاقات السلمية والإيجابية بين الناس، ونعلم كم تؤذينا، ونتعذب من جرائها رغم أننا نصادفها كل يوم، سواء كان ذلك على صعيد الأسرة أو العمل ان تقديم النصائح عن طريق الكلام المباشر والشخصي مع من حولنا أمر جيد خصوصاً من تربطنا بهم علاقات شخصية مستمرة قد تلقى استحسان وشفاء لهذه الأعراض البشرية الموجودة فينا كلنا. وعملية الشفاء والتغيير هي شغل يومي نعترف فيه بحاجتنا إليه لترويض الوحش الذي في داخلنا أن الاستماع إلى نصائح وإرشادات الآخرين من الأشخاص المقربين لنا قد يكون مؤلم لكنه فعلا شافيا لذلك نحن دائماً بحاجة الي مساعدة ودعم من خارج أنفسنا يتمثل في دعم متبادل مع من حولنا فضلا عن المعونة الروحية التي نطلبها من الله لتنمية هذه الفضيلة وهي القدرة على التسامح وتقبل ذاتنا بعيوبها ومحاولة تقويمها ومن ثم تقبل من حولنا الذين يحملون هم أيضا كثيرا من صفاتنا