وسط تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، تستغل داعش الخطاب الطائفي لتحفيز نفوس مؤيديه للجهاد، بعد أفول حلم الخلافة.
هذا ما ذكرته صحيفة “جارديان” البريطانية، أمس، موضحة أنه بعد عودة أعداد كبيرة من منتسبي التنظيم لبلادهم، وأفول حلم الخلافة في العراق والشام، عاد التنظيم ليشحذ همم عناصره بضرورة التصدي لإيران التي تحاول السيطرة على أراضيهم والتبشير للمذهب الشيعي في المنطقة.
ورجحت الصحيفة أن يركز “داعش” على موضوع الطائفية في السنوات المقبلة، معتبرة تفجير مركز ثقافي شيعي في أفغانستان، الخميس الماضي، والذي راح ضحيته 41 قتيلا و90 مصابا، أوضح مثالا على ذلك، حيث عللت وكالة أعماق التابعة للتنظيم سبب الهجوم بأن هذا المركز يقوم بتلمذة الشباب الأفغاني على يد شيوخ التشيع بإيران، معتبرًا أن ضحايا الهجوم كانوا جنودا محتملين في بالجيش الإيراني الذي تنشره بالمنطقة.
واستدركت “جارديان” بالقول إن الخطاب الطائفي سيتوجه أيضًا ليس فقط ضد الشيعة بل سيشمل المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى، مدللة على ذلك بالهجوم الذي وقع الجمعة على كنيسة مارمينا بحلوان.
واعتبرت الصحيفة أن الدرس المستفاد من هذه الهجمات هو أن الجماعة يمكن أن تظل خطيرة بغض النظر عن انكماشها في العراق وسوريا، لافتة إلى أن أن زوالها الإقليمي قد يؤدي إلى تفاقم حالات التمرد في أماكن أخرى.
وتابعت الصحيفة البريطانية بأن “داعش” بعد خسارة حلم الخلافة العالمية، يقدم نفسه الآن كخط دفاع أخير عن الإسلام السني، خاصة ضد إيران ما يعيد لوجوده زخم إقليمي، مشيرة إلى أن تركيز التنظيم على الطائفية يجعل استمراره أكثر إثارة للقلق للمنطقة ككل، عن وقت قتاله في ساحات المعارك بالعراق وسوريا.
ونوهت الصحيفة إلى إن نقل التنظيم معظم عناصره الأجانب، من سوريا والعراق إلى بلدان المنطقة سهل التنسيق والربط بينهم، للتحريض على العمليات المتفرقة، أكثر لو كانوا عادوا إلى بلدانهم الأوروبية.
واختتمت “جارديان” بقولها إن داعش يعيد تدوير نفسه بالاستقطاب والطائفية، تساعده في ذلك منطقة تعج بالصراعات والانقسامات المتعمقة، مع تنامي الدور الإيراني في الشرق الأوسط، لذا سيواصل التنظيم الإرهابي استغلال الانقسامات الاجتماعية والركود السياسي لإعادة تجميع وترسيخ نفسه.