” تنهد فى عمق وأطلق لمشاعره العنان .. إحساسه بها يفوق العقل والإدراك .. حذروه طويلاً من العشق .. زموا فيه وابتدعوا مآسى لصقوها كلها به ليزيدوه فيه زهداً .. ولكنه لم يجرب أجمل من لأنها معشوقته فاختلف الأمر..؟
أمسك بهاتفه وراح يبحث فيه عن مجانين فى العشق مثله .. كان فى حاجة لمن يشاركه الحديث عنها .. لمن يبثه أحاسيس عجز عن حملها وحده .. استقر على محطة تذيع أغنيات مصرية .. أم كلثوم .. سيدة الغناء العربى كما لقبوها .. سمع عنها كثيراً ولكنه لم يسمع لها شيئاً يذكر .. بالكاد كان يتصادف وصوتها عندما يجالس أصدقائه فى المقاهى أو أثناء سيره بجوار متجر صاحبه متيم شغوف بها . “
“تراخت قبضته حول كفها حتى تركها فسحب الدم كله من جسدها وكادت تسقط أرضاً .. لا تدرى كيف صمدت وابتسمت وأكملت كذبتها وتمثيلها المتقن للنهاية .. لو كان خورشيد معها الآن لرقص قلبه سعادة بها .
ربت أوسكار على كتفه فاقترب منه مرغماً تراوده رغبة مكبوتة فى إلقاء نفسه بين ذراعيه وتقبل مواساته .. شعر بضعف وحاجة طارئة لمن يدلله .. طفولة لم يعشها فى صغره بدأت تطارده .. “
هذه المقاطع التي تبنض إحساسا من رواية “في قبضتي ” للروائية أمانى عطا الله الصادرة عن دار نسائم للطباعة والنشر والتي ستطرحها في جناح الدار بمعرض الكتاب