تزايدت معارضة الإيرانيين لإلزام النساء على ارتداء الحجاب خاصة بعد الاحتجاجات النسائية التي جابت المدن الإيرانية في ديسمبر اعتراضا على إلزامية الحجاب.
إذ ذكر تقرير للمكتب الرئاسي في إيران، أمس السبت، أن هناك تزايدا لأعداد الإيرانيين الرافضين لإجبار النساء على ارتداء الحجاب في البلاد.
وقال التقرير الذي صدر عن المركز الاستراتيجي بمكتب الرئاسة الإيرانية أن تزايد مقاومة قانون ارتداء الحجاب يعتبر مثيرا لقلق الدولة الإسلامية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال التقرير الذي نشرته وكالة “إسنا” الإيرانية للأنباء إن الأغلبية تعتقد أن النساء يجب أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن راغبات في ارتداء الحجاب أم لا، وليس الدولة الإسلامية.
وقال المكتب الرئاسي إن الإجراءات المتطرفة التي اتخذتها شرطة الأخلاق في إيران كالقبض على “النساء اللائي لا يرتدين زيا إسلاميا” وفرض الغرامات المالية على المخالفات لم تجد نفعا.
ويرى المراقبون أن نشر التقرير الرئاسي يعد انتصارا كبيرا للاحتجاجات التي قامت بها النساء ضد الحجاب في طهران ومدن إيرانية أخرى.
ويزداد عدد النساء المطالبات بإلغاء قانون ارتداء الحجاب منذ ديسمبر الماضي.
وقد خلعت بعض النساء حجابها في الأماكن العامة من باب الاحتجاج ورفعنه كلافتة، ما أدى إلى القبض على ما لا يقل عن 30 امرأة إيرانية، بحسب الشرطة الإيرانية.
وفي هذه السياق، أوردت صحيفة “صنداي تلجراف” البريطانية، اليوم الأحد، تقريرا عن معركة قانونية تخوضها محامية إيرانية من قدماء النشطاء في مجال حقوق الإنسان للدفاع عن حقها في خلع الحجاب.
وذكرت الصحيفة أن نسرين ستوده، التي تدافع عن سجناء المعارضة، كانت قد اعتقلت في عام 2010 بتهمة نشر الدعاية المضادة للدولة وتعريض الأمن القومي للخطر.
وتابعت بأن حراس السجن كانوا يأتون إليها لحثها على ارتداء الحجاب الخاص بالسجن، مرة بالتهديد وأخرى بالرجاء، وكانت ترفض، حتى عندما مددوا فترة اعتقالها بسبب “سوء السلوك” بحسب روايتها.
وأضافت الصحيفة بأنه بعد مضي عقد من الزمان تخوض المحامية نفس المعركة دفاعا عن نساء شابات يرفضن ارتداء الحجاب، لكنها اعتبرت أن الأمر الآن يتعلق “بحراك على مستوى الوطن”.
ولفتت الاحتجاجات الأخيرة ضد الحجاب في أنحاء إيران انتباه العالم بعدما اعتقلت امرأة، تدعى فيدا محافد وتبلغ من العمر 39 عاما، بسبب خلعها الحجاب في الشارع في 27 ديسمبرالماضي. وقد لجأت عائلتها إلى المحامية ستوده.
وقالت ستوده عن موكلتها “لقد عبرت عن رأيها بطريقة سلمية أمام الملأ، وهو أسلوب للاحتجاج نجح في أنحاء العالم، وليس هناك سبب حتى لا ينجح في إيران”.
ويلزم القانون الإيراني جميع الفتيات بدءا من سن التاسعة بارتداء الحجاب والرداء الطويل عند ظهورهن في العلن.