حثت المفوضية الأوروبية، تركيا على تجنب زيادة التوترات في البحر البيض المتوسط بسبب منعها التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل محتمل قبالة ساحل قبرص اليونانية.
ونقلت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية الاثنين، عن رئيسها، جان كلود يونكر إن على تركيا احترام السيادة الإقليمية لقبرص “العضو في الاتحاد الأوروبي”، وتجنب أي سلوك يؤجج من التوترات”، بحسب مانقلته مجلة “دوتشيه فيليه” الناطقة بالتركية.
ومن جانبه، دعا رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي دونالد تاسك، حكومة انقرة إلى “احترام السيادة الاقليمية لقبرص”. وقال تاسك الذى بحث الخطوة التركية هاتفيا مع زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس اناستسيادس أمس الأول، “يجب أن نبتعد عن التهديدات وكل سلوك يضر بحسن الجوار”.
بدورها، اعتبرت اليونان أن سلوك أنقرة ينتهك القانون الدولي، وذلك فى بيان أصدرته وزارة الخارجية اليونانية، أمس الأول، أكدت فيه أن الخطو التركية لا تتناسب مع دولة عضو فى الاتحاد الأوربى”.
وفي أنقرة، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تتجاوز أي دولة حدودها في بحر إيجة.
وقال أردوغان، أمس، أمام أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان، “من يتجاوزون حدودهم في بحر إيجة عليهم أن يواجهوا طائراتنا وأسطولنا”، وفقا لوكالة الأناضول التركية.
وأضاف: “القبارصة يقومون بحسابات خاطئة، مستغلين تركيزنا على التطورات عند حدودنا الجنوبية”.
وتابع أردوغان: “ننصح الشركات الأجنبية، التي تقوم بفعاليات التنقيب قبالة سواحل قبرص، ألا تكون أداة في أعمال تتجاوز حدودها وقوتها”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن “حقوقنا في الدفاع عن الأمن القومي في عفرين هي نفسها في بحر إيجة وقبرص”.
وكانت قبرص أعلنت أن القطع الحربية التركية منعت منصة حفر تعاقدت عليها شركة إينى الإيطالية من الاقتراب من منطقة للتنقيب عن الغاز الطبيعي.
وحصلت سايبم 12000 على تصريح للحفر في منطقة كاليبسو التي تبعد أقل من 100 كيلومتر عن حقل ظهر العملاق قبالة الساحل المصرى. وكانت السفينة فى طريقها لموقع بحري يعرف باسم (بلوك 3) حيث كان من المقرر أن تبدأ العمل.
وأدى هذا التنقيب إلى تأجيج التوترات القديمة في جنوب شرق البحر المتوسط بشأن قبرص، وهى جزيرة انقسمت إلى شطر جنوبي يسيطر عليه القبارصة اليونانيون، وآخر شمالي يسيطر عليه القبارصة الأتراك منذ عام 1974 عقب انقلاب يوناني وغزو تركي.
وبعد أن بدأت شركتا “إيني” و توتال الحفر في يوليو، أصرت تركيا على عدم إمكانية تحرك الإدارة القبرصية اليونانية من جانب واحد لاستغلال الموارد، ونشرت سفينة عسكرية بالمنطقة في نوفمبر الماضي.