ما من عمل يكتبه الكاتب إلا وينم عن شخصه ويتحدث عن روحه بأجلى ماتكون الكلمات وبأوضح ماتكون الرؤية لذلك فمما لاشك فيه إذا أردت أن تغوص فى أعماق كاتب فعليك أن تسمعه وهو يتحدث فإذا لم تستطع لبعد المسافة أو عدم التعارف فما عليك إلا القراءة له فهي وحدها من تمنحك هذه الميزة.. ومن هذا المنطلق وبعد قراءة المجموعة القصصية ” الكيس الأسود” للقاص والصحفي حسام أبو العلا أجدنى اقف أمام روح نقية تمتلىء بالإنسانية والنقاء .. اقف احتراما وتقديرا .. فالمجموعة كلها تفيض بهذه السمة الانسانية .. يترك فيها الكاتب قلمه على سجيته فينطلق من حكاية إلى أخرى بلغة الصحافة البسيطة التى تنفذ الى القلوب ولايعوقها صور دخيلة ولا اخيلة محشورة وكل ما فيها تدفق شعورى انسانى لايميل لأنثى ضد رجل ولاينافق الرجال بالدفاع عنهم .. فاذا نظرنا بعين الدراسة الى شخوص المجموعة سنجدها شخوصا تتميز ببساطة ونقاء لاتعرف الحقد فقد تظلمها الاحداث أو الاشخاص ورغم ألمها تمتلك المقدرة على الصفح والتسامح .. فالحقد لايتواجد هنا .. هنا فقط الانسانية فى اجلى صورها .. حتى مع الام الجاحدة التى رمت اولادها وانتبهت لنفسها برغم الاصرار على عدم التواصل معها نجد البطل ” ابنها” يذهب حسب توصية اخيه لزيارتها في أنفاسها الأخيرة .. وايضا المرأة التى هجرها حبيبها تقابله فلا تلومه ولاتحقد عليه ولا تؤنبه بل هى بكل النقاء ترفض مساعدته لها .. وغير هذا نجد كثيرا مما تفيض به هذه المجموعة وبخاصة القصة التى اخذت المجموعة اسمها “الكيس الاسود” نجدها تفيض باسمى المشاعر المتوارثة وكان الكاتب يصر ويؤكد ان الخير يتوارث وبه وحده تحيا البشرية .. وهكذا نجد انفسنا امام عمل يستحق الدراسة والبحث بحب واكبار لكاتب يعى جيدا ماذا يريد وكيف ينفذ مايريد وان دل العمل على شىء فهو يدل كاتبه كما قلت فى بداية حديثى وشخص الكاتب ينبض به كل حرف من كتابه .. اعترف اننى احببت المجموعة وتعاطفت مع ابطالها واعتقد ان هذا قمة النجاح لأى كاتب ان يتعاطف القارىء مع حروفه ويحبها .. وأخيرا فإن الموضوعية في نقد المجموعة القصصية “الكيس الأسود” تفرض علي أن أشير إلى أن هناك بعض الهنات البسيطة ومنها الأخطاء المطبعية .