في غضون أيام قليلة أصبح (الحوت الأزرق ) أيكونة الموت ،وسلطت برامج( التوك شو ) والصحف المصرية والعربية الضوء على اللعبة الالكترونية محذرين منها الناس مطالبين متابعة الأبناء في اختيار ألعابهم ،وبعيدا عن حقيقة خطورة اللعبة أو( لا ) لفت نظري ثلاث نقاط في التناول الإعلامي للموضوع وردة الفعل.
النقطة الأولي : في طريقة الطرح والتناول الإعلامي ،والذي وضح خلاله مدي جهل وسطحية معظم وسائل الإعلام ومدي ذكاء المتلقي عندما يركن إلي عقلة وفكره ،فلقد تبارى الجميع في عرض اللعبة الذي دشنها شاب روسي وكيفية محاكمة في بلدة وماذا قال الشاب للقاضي أثناء المحاكمة وقواعد اللعبة وكيفية الدخول فيها والأشخاص المستهدفين والمرحلة الخمسين التي تكتب النهاية المأسوية للمستهدف ،والسبب في هذا الترويج للعبة كان مرتبط بوجود نجل عضو برلمان سابق في الغربية وهو حمدي الفخراني منتحرا، واتهام شقيقته لـ(الحوت الأزرق ) ،وكأن الرسالة الأبرز في القضية هو تسطيح الموضوع وعدم البحث عن أسباب أخري وراء انتحار نجل الفخراني.
النقطة الثانية :هو حقيقة وجود اللعبة من عدمها وهل هذه اللعبة مناسبة للمسلمين وسكان الشرق الأوسط أم أنها صنعت خصيصا لبعض الدول ،وإذ كان مخترعها روسي هل بحث أحد عن توافر اللعبة بعدد من اللغات من بينها العربية والانجليزية ومن قام بالترجمة ،وهل ثبت يقينا استخدامها في الوطن العربي ووجود حالات مشابهه ،ولو فرضنا جدلاً وجودها وتوافرها باللغات المطلوبة ،اعتقد أن البند الأول للدخول إلي عالم الحوت الأزرق حسب ما قال خبراء الحوت الأزرق هو رسم وشم للحوت على زراع اللاعب وإرساله لقائد المجموعة أو رسم حرف ) f57 ) وهو أمر سيتم ملاحظة من ولي أمر اللاعب وحتى لا أطيل في سرد كلام غير منطقي ويدل على جهل وتخلف الطارح وتمرير المطروح يدل على جهل اغلب الناس.
النقطة الثالثة ،هو أمر مضحك مبكي عندما قرأت خبر مفاده أن احد المحامين رفع قضية خاصم فيها عدة أطراف من بينهم الشاب الروسي ،اعتقد أن الأمر برمته تافه ولا يستحق حتى كتابة تلك السطور وان كل من كتب عن الموضوع أو ناقشة شريك في ترويج الخزعبلات .
وفي النهاية أقول أن في حياة كل منا (حوت ازرق ) بنفس مفهوم المقدمة ،هذا الحوت يتمثل في كل إنسان أو عمل أو آلة تمنحك طاقة سلبية غير محدودة تؤدي بك في النهاية إلى المرحلة الخمسين من خرافة لعبة الحوت الأزرق ،فمثلا هناك رجل تمثل له زوجته الحوت الأزرق أو امرأة يمثل لها زوجها (الحوت الأزرق ) أو زميل عمل أو جار سوء ،واو كاره .
إفيهات الحوت الأزرق.
كعادة المصريين لم يتركوا مناسبة إلا وكانت لهم تعليقات ساحرة وكان (الفيس بوك) هو قبلة هؤلاء للحديث عن الحوت الأزرق واخذ كل واحد منهم يذكر حوته ،حتى أن هناك زميل لي في العمل اشترى سيارة موديل قديم وقبل أن يستمع بها أو يمشي بها كيلو متر واحد تعطلت وعندما يصلح عطل يكتشف أخر وحكي لي أنها أصلحها واخذ يقودها فوجد بطارية الشحن فارغة وتحتاج إلى بطارية جديدة ،وهو الأمر الذي جعله في ضيق شديد ومنحته السيارة طاقة سلبية كبيرة فلقت له مازحاً أنت اشتريت (الحوت الازرق ) وهذه هي المرحلة الأولي .