تستضيف السعودية الأحد القمة السنوية لجامعة الدول العربية تناقش إضافة إلى الوضع السوري، ملفات إيران واليمن ومستقبل القدس، فضلا عن ملفات اقتصادية واجتماعية تشغل بال المواطن في المنطقة.
السعودية: أعمال إيران الإرهابية
ووجهت السعودية لدى افتتاح القمة انتقادات لاذعة لإيران وأنشطتها في المنطقة العربية.
ودان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز “الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة ونرفض تدخلاتها السافرة في شؤون الدول العربية”.
ودعا أيضا المجتمع الدولي إلى تهيئة السبل لإيصال المساعدات إلى اليمن، محملا الحوثيين مسؤولية استمرار الأزمة هناك.
وتحدث الملك السعودي الذي تسلم رئاسة القمة من العاهل الأردني عبد الله الثاني، عن التحديات التي تواجه الدول العربية في هذه المرحلة، قائلا إن أخطر ما يواجهه “عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية”.
وتطرق أيضا على ملف القدس والقضية الفلسطينية التي قال إنها قضية العرب الأولى و”ستظل كذلك”.
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في كلمته إن غياب التوافق العربي حول الأمن “يدفع أطرافا خارجية إلى العبث بأمننا القومي”.
الكويت: شلل عربي
ودعا أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى إعادة النظر في آليات العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات، وقال إن هذا العمل “يعاني جمودا وتراجعا يصل إلى حد الشلل”.
وتطرق الصباح إلى الوضع في سورية، وقال إن الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أتت بسبب عجز مجلس الأمن الدولي عن التحرك إزاء الوضع هناك.
مصر: خطر الإرهاب
وتناول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته قضية الإرهاب الذي قال إنه خطر يواجه جميع الدول العربية، مشيرا إلى أن لا مجال للتساهل مع كل الذين يسهمون في تغذية الإرهاب “تمويلا أو توفيرا لملاذات آمنة”.
واتهم السيسي دولا إقليمية بهدر حقوق دول جوارها العربي والسعي لإنشاء مناطق نفوذ لها فيها. وطالب الرئيس المصري بتحقيق دولي شفاف بشأن استخدام أسلحة محرمة في سورية.
وتنعقد القمة العربية بعد يومين من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا، ردا على هجوم كيميائي نفذه النظام في مدينة دوما القريبة من دمشق.
ومن بين الرؤساء المشاركين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس العراقي فؤاد معصوم وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، بالإضافة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس اللبناني ميشيل عون والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
أبرز ملفات القمة
ومن المتوقع أن تدفع الرياض باتجاه موقف قوي وموحد إزاء طهران، عدوها اللدود في المنطقة.
وفي ما يتعلق باليمن، تندد الرياض باستمرار بالاستخدام المتزايد لطائرات مسيرة وصواريخ “إيرانية” أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة.
ومن المؤكد أن الرياض التي تتدخل عسكريا في اليمن منذ عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ستسعى إلى تعبئة شركائها ضد ما تصفه “بالعدوان المباشر” من جانب إيران المتهمة بأنها تزود الحوثيين بمعدات متطورة. لكنّ طهران تنفي دعم الحوثيين عسكريا.
وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.
ويرى مراقبون أن السعودية ستدفع خلال أعمال القمة باتجاه اعتماد موقف أكثر حزما ضد إيران المتهمة أيضا من قبل المملكة بدعم الحوثيين في اليمن المجاور بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.
مستقبل القدس
وسيكون مستقبل القدس أيضا حاضرا بقوة في القمة، بينما تستعد الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في أيار/مايو المقبل، من المتوقع أن يعبّر قادة الدول العربية عن رفضهم للخطوة الأميركية.