تنطلق اليوم أعمال (القمة )العربية الـ(28) في المملكة الأردنية الهاشمية بمنطقة البحر الميت بمشاركة 17 من القادة والزعماء العرب ،وتأتي هذه القمة في توقيت بالغ الأثر ،إذ سيتم مناقشة ملفات غاية في الأهمية من خلال 17 بندًا، تتناول مجمل الملفات والقضايا العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتأتى على رأس أعمال القمة، الأوضاع فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، والقضية الفلسطينية، ومواجهة الإرهاب، والتصدي للتدخلات الإيرانية، فالوطن العربي يعيش حالة من التمزق الغير مسبوق الذي أصاب معظم دولة عقب ثورات الربيع العربي .
ملفات سوريا وليبيا واليمن هي ملفات شائكة ومهمة فتلك الدول يعاني أهلها الانقسام والخلاف بعد أن عبثت الحروب بمقدرات تلك الدول وشرد أهلها بعد تدخل دولي سافر من بعض الدول الغربية وغياب تام لدور الجامعة العربية في إقرار السلام بتلك الدول .
الملف السوري من أهم الملفات وهناك دور مهم لعدد من الدول منها روسيا وأمريكا في حل القضية فقرار جامعة الدول العربية في هذا الشأن لن يكون فعال علي الأرض دون تفاهم مع إطراف النزاع والمساندين لهم ،واعتقد أن خلو مقعد سوريا في الجامعة دليلا قويا على صعوبة الحل والوصول إلى تفاهم من خلال جامعة الدول العربية وحدها .
الملف الليبي اعتقد أن حل الأزمة الليبية وتجميع الفرقاء في هذه القمة سيكون صعبا للغاية بعد أن انحازت الجامعة العربية والمجتمع الدولي للمجلس الرئاسي ورئيسة فايز السراج الذي لم يأخذ شرعيته على حساب البرلمان ،فحضور فايز السراج القمة ممثلا للدولة الليبية سوف يزيد من الأزمة ويواصل الخلاف القائم ،وذلك لرغبة الليبيين أصحاب القضية أن يكون الحل (ليبي – ليبي ) دون فرض وصاية من المجتمع الدولي ،واعتقد أن بيان كتلة السيادة الوطنية بالبرلمان الليبي الذي صدر اليوم ،كان بيان شديد اللهجة طالبت فيها مقاطعة الجامعة وتعليق عضوية (ليبيا)فيها وهو أمر يجعل حل الأزمة الليبية دون الأطراف الفاعلة في المشهد أمر صعب للغاية .
واعتقد أن الملف اليمني سيشهد انقسام حاد بعد التدخلات الدولية في اليمن ،وعن الملف الفلسطيني فيجب على الجامعة أن تتخذ قرار ايجابيا بعد انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل .
ومن المنتظر أيضاً أن تتطرق القمة إلى سبل تفعيل العمل العربي المشترك على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، ومن المقرر أن يصدر عن القمة إعلان عمّان الذي سيتضمن رؤية القادة العرب لآفاق وسبل تعزيز التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة.
ومع ذلك يبقي السؤال مطروحا هل ينجح العرب في الوصول لحلول للأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين.؟