انتهت أمس أعمال الاجتماع العادي الثامن والعشرين للقادة العرب والتي عقدت بمنطقة البحر الميت بالأردن ،وكان التنظيم رائع من جانب الأردن الشقيق ،وابرز ايجابيات (القمة )هو لقاء الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سالمان وتنقية الأجواء التي شابها الفتور بين البلدين في الفترة الأخيرة ، واعتقد أن دعوة الملك سالمان للرئيس السيسي بزيارة المملكة في ابريل خير دليل على تحسن العلاقات وعودتها إلى سابق عهدها .
بالنسبة للبيان الختامي لم يأتي بجديد كان عبارة عن كلمات مطاطية تقليدية لم تضع حلول أو تطرح إطار لحل مشكلة من المشاكل الخمس الكبرى وهي (ليبيا – سوريا – اليمن – فلسطين – العراق ) .
البيان الختامي لـ(القمة العربية )والقضية الليبية
واعتقد أن ما يخص ليبيا في (البيان) الختامي لم يأتي جديداً فهو كلام مطروح في كل وسائل الإعلام وكل المتابعين للمشهد الليبي ، ولكن ما هي الآلية التي ينفذ بها هذا الطرح الذي جاء في البيان في ظل عزم الجهات الشرعية في ليبيا مقاطعة جامعة الدول العربية بعد إقرار شرعية المجلس الرئاسي المنقوصة والتي كانت ولا تزال محل خلاف داخل ليبيا .
القضية الليبية أصبحت على المحك وتراجع الحل الذي يرضي كل الأطراف ويجمع الفرقاء خطوات كبيرة إلى الوراء ،واعتقد أن إقرار الجامعة العربية بان شرعية المجلس الرئاسي هي الشرعية الوحيدة في ليبيا هو سير علي نهج الأمم المتحدة التي ترغب في تعقيد الحل السياسي في ليبيا حتى تظل الأوضاع كما هي حتى لو عاني الشعب الليبي اشد المعاناة طالما المصالح الدولية قائمة .
أن الأطراف الأربعة المعنية بحل القضية الليبية تناست أن الحل الليبي الليبي الذي تحدث عنه البيان لن يكون دون وفاق حقيقي من داخل ليبيا ، وان المبادرة الرباعية التي استضافتها الجامعة العربية وطالبت في بيانها بدعمها وجمعت الإتحادين الإفريقي والأوروبي إلى جانب البعثة الأممية إلى ليبيا والجامعة العربية بهدف التوصل إلى أتفاق ينهي الأزمة الليبية ، لن تحدث في ظل الأوضاع الحالية وانحياز الأمم المتحدة إلى احد الأطراف التي بيديها الحل فهناك أطراف أخري فعالة في المشهد وإقصائها ونزع شرعيتها التي منحها الشعب إياها سيعقد الأمور ويطيل أمد الحل ويؤجج الحرب ويزيد من نفوذ أنصار الإرهاب .
ولذلك أطالب دول الجوار (مصر – تونس – الجزائر ) أن تستكمل مشوار الحل الذي دشن بالقاهرة ثم تونس والجزائر وان يكون اجتماع مع كل الأطراف للوصول إلى حلول بعيد عن التعقيدات الحالية التي وضعتها الأمم المتحدة وسارت الجامعة العربية على دربها .