نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن المحلل السياسي “بن كسبيت”، القول إن المؤتمر الذي عقده نتنياهو أمس الإثنين هو “مؤتمر حياته”، مضيفًا أن نتنياهو أثبت انه أكثر المسؤولين اهتمامًا بالملف الإيراني، لكنه وجد نقاطًا سلبية في هذا الكشف، وقال إن نتنياهو “لم يقنع سوى المقتنعين بالفعل”.
وتابع بن كسبيت، أن “نتنياهو كشف أمام العالم كيف عمل الموساد من أجل الحصول على المعلومات، في حين تعمل إيران حاليًا على معرفة كيف سرقت المخابرات الإسرائيلية هذه المعلومات، لمنع تكرارها”، معربًا عن “دهشته بشأن أسباب عدم تسليم المعلومات لزعماء الدول الكبرى، بشكل سري، وبعيدًا عن الأضواء”.
وخلص المحلل الإسرائيلي، إلى أن “الفارق بين عرض المعلومات علنًا أو تسليمها سرًّا، كبير للغاية، إذ ما فعله نتنياهو سيجلب لحزب الليكود بالانتخابات المقبلة ما لا يقل عن 40 مقعدًا في الكنيست”، متوقعًا أن “تدعم استطلاعات الرأي المقبلة وجهة نظره تلك، ما يعني أن نتنياهو قدم الاعتبارات السياسية والشخصية على الاعتبارات الأمنية”.
وبدوره، قال وزير المخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، “إنه كان من بين الشخصيات التي اطلعت على تفاصيل العملية، التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية لجلب الوثائق الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني”، مشيرًا إلى أن جميع قادة المؤسسة العسكرية والاستخباراتية وافقوا على العملية، مضيفًا أن كشف الوثائق “لم يؤدِّ إلى إلحاق الضرر بأي ثروة بشرية أو مادية في إسرائيل”.
وأشار الوزير كاتس في حوار نشره موقع صحيفة “معاريف” اليوم الثلاثاء، إلى أنه كان حاضرا خلال الاجتماعات السرية الخاصة بالعملية، وأنها بدت أشبه بالخيال العلمي، واصفًا ما قام بها الموساد على أنه “إنجاز كبير”.
وأضاف، أن “الإيرانيين أخفوا هذه الوثائق عن الغرب، وأن المخابرات الإسرائيلية سلمت هذه الوثائق إلى الدول المعنية، بعد أن حصلت على أخطر أسرار الإيرانيين”.
وحول الجدل الدائر بشأن تسريب المعلومات، أشار كاتس إلى أن “التسريب لم يؤدِّ إلى أي أضرار، وقد تمت دراسة الوضع بدقة قبل التسريب، حول احتمالية أن يؤدي إلى إشكالية لأي عنصر بشري أو مادي”، معتبرًا أن “الفوائد التي نجمت عن التسريب أكبر بكثير من الأضرار”.
ولفت إلى أن حصول إسرائيل على هذه المعلومات وتسليمها لدول وأجهزة مخابرات صديقة، مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يسهم في تعزيز وضع إسرائيل في هذا المجال، مؤكدًا أنه لن يتم تسليم الوثائق لجهات محددة، سوى بناء على المصلحة التي ستحققها إسرائيل، مشيرًا إلى وجود عشرات الآلاف من هذه الوثائق.
وحول التداعيات وإمكانية اندلاع صدام عسكري مع إيران، وهو ما تردده مصادر أمريكية هذه الأيام، أشار كاتس إلى أن إسرائيل “تنتظر الرد الإيراني”، مضيفًا أن الجميع يتحدث عن حرب داخل سوريا، ولكن كلما كانت إسرائيل أكثر صرامة، تضائلت فرص اندلاع حرب كبرى، مضيفًا: “ينبغي تذكر أن روسيا أيضًا لا ترغب في الحرب، ولا تريد أن ترى إيران نووية، أو أن تمتلك تواجدًا عميقًا داخل الأراضي السورية”.