أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن خلال عامى 2016 و2017 حققت الدبلوماسية المصرية انجازاً هاماً يتمثل فى عضويتها فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة كممثلين عن القارة الافريقية والمنطقة العربية.
وأشار ” شكرى ” خلال كلمته باحتفالية مجلة السياسة الدولية بالاهرام مساء اليوم بمناسبة مرور عامين على عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن ، إلى أن وزارة الخارجية حرصت بالتعاون مع مجلة السياسة الدولية على توثيق هذا الانجاز شهادة للتاريخ وإسهاماً فى إثراء المادة التحليلية والبحثية والدوائر الاعلامية والدبلوماسية المهتمة بالسياسة الخارجية المصرية.
وأعرب وزير الخارجية عن شكره لمؤسسة الاهرام ومجلة السياسة الدولية على التعاون الصادق لإخراج الملحق الخاص بعضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن بهذه الصورة المشرفة.
ونوه “شكرى” إلى أنه مع إعلان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أكتوبر 2015 عن نتيجة تصويت الدول الاعضاء بإغلبية 177 صوتا لصالح الترشيح لعضوية المجلس، ظللنا طوال 8 أشهر نشعر بالفخر والحماس وعبء المسئولية الملقاه على كاهل الدبلوماسية المصرية للقيام بهذا الدور خاصة فى مرحلة دقيقة من تاريخنا الوطنى وفى ضوء ما تموج به الساحة الدولية من مظاهر السيولة والاستقطاب .
واضاف انه سرعان ما تبدد أى شعور لديه بالقلق حينما تذكر ما تفخر به وزارة الخارجية من كوادر وقدرات تمكنها من تحمل هذه المسئولية فى هذا الوقيت بكل جسارة وإقدام وبأعلى درجات المهنية ، لافتا إلى أن مصر اتبعت فى ادارة مسئوليتها خلال عضويتها نهجاً يقوم على التمسك باستقلالية القرار وإستناده إلى التقييم الموضوعى المجرد للقضايا المطروحة استناداً إلى ثواب مصرية راسخة وجاء اتباع هذا المنهج بناء لاستقراء سليم لحالة الاستقطاب الشديد التى تتسم بها العلاقات بين القوى الكبرى والذى يعد مجلس الأمن مسرحاً رئيسياً لها .
ونوه وزير الخارجية إلى أن من منطلق قناعة راسخة بأن مصر تمتلك من الارادة السياسية والقدرات الدبلوماسية رصيداً يمكنها من أداء مسئوليتها بالمجلس بإستقلالية وموضوعية، مؤكداً انه انعكست استقلالية القرار ومصداقية المواقف فى طبيعة ونمط تصويت مصر على عدد من القرارات أمام المجلس ومن ثم خلقت استقلالية نمط تصويت مصر صورة ذهنية مبكرة لدى كافة الاطراف الدولية اننا نعتز بثوابت مواقفنا ولا نخضع لضغوط أى كانت مصدرها أو دوافعها .
وذكر “شكرى” أننا صوتنا بالامتناع منفردين ازاء مشروع قرار بشأن حظر التجارب النووية وقد وجدناه فى صورته النهائية مخلاً بثوابت مواقفنا فيما يتعلق بعدم الانتشار النووى وغير متسق مع الإطار القانونى الذى يحكم هذه القضية الحيوية للسلم والأمن الدوليين ، مضيفاً أنه جاء ايضاً نمط التصويت على عدد من القرارات التى تخص الشأن السورى لتعكس الأولوية التى منحتها مصر لمصالح الشعب السورى أولاً سياسياً وامنياً انسانياً فى مواجهة حرباً بالوكالة تخوضها أطرافاً عديدة على أراضيها.
وشدد وزير الخارجية انه تعزيزاً لاستقلالية القرار جاءت مصر لتتحمل مسئولية تمثيل مصالح القارة الافريقية والمنطقة العربية والدول النامية ومن هنا صاغت مصر المبادرات التى تقدمت بها وحددت نمط تصويتها على عدد من القرارات الحيوية فى القضايا الاقليمية والعربية من منطلق مسئولية هذا الدور ، لافتا إلى أن مصر استصدرت خلال رئاستها للمجلس عدة بيانات وقرارات استهدف أحدها وضع محددات لتطوير الشراكة بين الاتحاد الافريقى والامم المتحدة وأخر لدعم الإطار الاقليمى بتعزيز السلم والاستقرار بمنطقة البحيرات العظمى .
وذكر أن مصر خاضت أيضاً تحركاً نشطاً لإحياء وتطوير استراتيجية منطقة الساحل الافريقى بما يؤسس لرؤية متكاملة لعلاج ازمات تلك المنطقة التى تمثل عمقاً استراتيجياً وحيوياً لنا، مضيفا أن مصر اسهمت فى مد جسور التعاون بين الأمم المتحدة والصومال وبوروندى .