في اطار ما يعدّه مراقبون تصعيدا جديدا في التوتير القائم في العلاقة بين تركيا واليونان وخاصة فيما يتعلق بأمن بحر ايجة الذي يشكل من أشد النقاط الخلافية وأكثرها حساسية في العلاقة بين البلدين، قال رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، إن قوات بلاده المسلحة مستعدة للقيام بأية مهمة تلقى على عاتقها في منطقة بحر إيجة، محذرا من “إجراء البعض حسابات خاطئة حول تركيا”.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية أجراها أكار لمناورات “العاصفة البيضاء” التي ينفذها الجيش التركي في بحر إيجة، رافقه خلالها قادة القوات البرية يشار جولر، والجوية حسن كوتشوك آقيوز، والبحرية عدنان أوزبال.
ونقلت وكالة الأناضول التركية اليوم الأحد عن أكار القول إن “الجيش التركي يحترم ويدعم قواعد حسن الجوار، والاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي، إلا أنه لا يتردد في القيام بما يقتضيه الأمر عند تعرض حدود البلاد لأي تهديد أو خطر، أيا كان مصدر التهديد”.
يُشار إلى أن منطقة بحر إيجة تشهد توترا بين تركيا واليونان، وتتهم تركيا سفنا وزوارق يونانية بالقيام بتحركات استفزازية في المنطقة.
وقال أكار إن “الجيش التركي قادر على تنفيذ عمليات عسكرية في سائر أرجاء البلاد، وأن بمقدوره مواجهة التهديدات في شمال سورية، وجنوب شرقي البلاد وفي بحر إيجة في آن واحد إذا اقتضى الأمر”.
على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن بلاده توصي اليونان بحسن الجوار والابتعاد عن المزيد من الاستفزازات والتوترات.
جاء ذلك في معرض تعليقه على محاولة مجموعة شبان يونانيين رفع علم بلادهم على جزيرة صخرية في بحر إيجه أمس، عقب مشاركته في فعالية بجامعة مرمرة بإسطنبول.
وأشار يلدريم إلى أن اليونان لديها مجموعة أنشطة، تهدف لزيادة التوترات والاستفزازت بين الفينة وأخرى في بحر إيجه، لافتا إلى زيادة الانتهاكات اليونانية في بحر إيجه مؤخرا على نحو ملحوظ.
وأوضح أن أحد الجزر الصخرية قبالة سواحل ولاية أيدين (غربي تركيا) شهدت محاولة رفع علم اليونان، قبل تدخل فرق خفر السواحل التركية.
ومن جهة اخرى، كان المتحدث باسم الخارجية التركية، هامي أقصوي، قال في تصريحات صحفية سابقة، إنّ تصريح وزير خارجية اليونان نيكوس كوسياس، بأنّ بلاده يمكن أن تستخدم “سلوكا غير سلمي” تجاه تركيا، تعني أنه يتبنى نهجا غير سلمي، ومتجاوزا للحد، وبعيدا عن المسؤوليات التي يتطلبها منصبه السياسي.
وكان رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس قد أدان “اللهجة العدائية” لتركيا بعد توترات بين الطرفين في بحر إيجه، مؤكداً أن “الاستفزازات ضد بلد عضو في الاتحاد الأوروبي تستهدف كل الاتحاد الأوروبي”.
وإذ دعا تركيا إلى احترام القواعد الأساسية للقانون الدولي، أكد تسيبراس أن “الاستفزازات ضد الحقوق السيادية لبلد عضو في الاتحاد الأوروبي تستهدف أيضا كل الاتحاد الأوروبي”.
وذكر بأن الحدود البحرية لليونان “هي أيضا حدود الاتحاد الأوروبي”.