أحيت طرابلس- ليبيا حاضرة الشمال الإفريقي اليوم الخامس والعشرين من شهر مايو ” يوم إفريقيا ” وهو يوم نستذكر فيه نضال إفريقيا و كفاح الشعوب الإفريقية من أجل حقها في الحياة بكرامة و هو يوم اجتمعت اثنان و ثلاثون دولة أفريقية في إديس أبابا ليؤسسوا منظمة الوحدة الأفريقية .
إن الاحتفاء بإفريقيا هو احتفاء بليبيا التي تطل على المتوسط بألفي كيلومتر لتكون بوابة إفريقيا الشمالية باتجاه أوروبا و ليبيا التي تشارك حدودها ستة دول أفريقية بامتداد أربعة الألف كيلومتر هذه الجغرافيا التي ربطت مصير الوطن بالقارة هو ما فرض عليها التزامات تحاول جاهدة ان تفي بها .
اليوم و نحن نستذكر نضال الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية حيث كانت أنظمة الميز العنصري تصول وتجول في أفريقيا و كان حركات الكفاح المسلّح ضد الأستعمار لم تكمل مسيرتها بعد في بعض الدول الأفريقية .
لقد استطاعت أفريقيا أن تفوز بمعركة التحرير و انتصرت على الاباراتيد و الميز العنصري و أعلنت اتحادها و استكملت بناء هياكله ومؤسساته .
إن وزارة الخارجية إذ تحيي يوم إفريقيا فإنها تثمن عاليا الجهود المبذولة من الدول الأفريقية و مفوضية الإتحاد الأفريقي من أجل دعم الاستقرار السياسي في ليبيا فلقد رحبت مفوضية الأتحاد الأفريقي باتفاق الصخيرات في التاسع عشر من شهر يناير 2016.م هذا الاتفاق الذي تم توقيعه في 25 ديسمبر 2015.م والمعتمد من مجلس النواب في 25 يناير 2016.م .
إن دعم الاستقرار و دعم الأتفاق السياسي من المواضيع التي تشكل حالة إجماع للإتحاد الأفريقي و كافة مؤسساته .
إذ نحيي أفريقيا في هذا اليوم فلابد أن نحيي بطولات الشعب الليبي الذي تصدى لتنظيم داعش و التنظيمات الارهابية التي حاولت ان تستقطع جزءً من الساحل الأفريقي لتؤسس منه قاعدة للعدوان والدمار والتخريب، لقد كان لانتصار الليبيين في معركتهم ضد الإرهاب و التي يخوضونها بالأصالة عن أنفسهم و بالنيابة عن الأفارقة و العالم ، هذا الانتصار الذي دفع فيه الشرفاء حياتهم و واجهوا الخطر المحدق بقلوب تملؤها الثقة و العزم و اليقين بالنصر للحق و أن الظلم لمهزوم دائما .
إن الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في معارك التحرير في أفريقيا يستلزم ان تواصل أفريقيا مسيرتها لتكون القارة التي توفر الأمن و الاستقرار القارة التي توفر فرص أفضل لمواطنيها وذلك كله لا يتأتى إلا بالتنمية المستدامة و الحكم الرشيد .
إن الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية تركوا لنا أفريقيا خاليةً من الأستعمار و الميز العنصري كان يحذوهم الأمل في قارة ،قوية، فتية، متكاملة، مزدهرة، متعلمة، منتجة ومؤثرة في محيطها الدولي وذلك ما دعا الزعماء الأفارقة في العيد الخمسين للتوقيع على وثيقة (أفريقيا أجندة 2063) التي رسميت خريطة للوصول قارة الحلم الأفريقي لا صراعات فيها ولا حروب أهلية ، تنعم بالعدالة وحقوق الإنسان .