التفوق والنجاح تحدي لا يعرف العراقيل والصعوبات ،عبارة يعرفها ويفهمها فقط أصحاب العزائم الذين منحهم الله قدرات خاصة وظروف صعبة ، مناسبة حديثي عن أصحاب القدرات والعزائم هو لقاء جمعني مع” شهد عاطف علي سليمان “الأولى على الإعدادية في محافظة الجيزة بمجموع 280 ونسبة مئوية 100% وللعلم هناك آخرون حصلوا على النسبة عددهم 71 طالبة في المحافظة ،ولكن اختيار ” شهد عاطف”كنموذج له أسباب سنلقي عليها الضوء في السطور التالية .
شهد عاطف طالبة في مدرسة المنيب الإعدادية بنات مدرسة حكومة في حي المنيب “جنوب الجيزة،و تسكن في الحي ذاته بجوار المدرسة في منطقة شعبية والدها عاطف علي سليمان يعمل سائق تاكسي وله ثلاث إخوة هم محمد ومؤمن وعلي ،والدتها ربة منزل وعلى الرغم من الظروف المحيطة بها إلا أنها أبت أن يعرقلها أي ظرف وصممت على المقدمة .
فريق التحرير اتصل بمدير المدرسة الأستاذ رمضان رشدي مراد حتى نحصل على رقم شهد فقال لنا مدير المدرسة أن شهد نموذج فريد من النماذج المصرية المشرفة وتفوقها كان واضح في كل المراحل السابقة ،وأشار أن إدارة المدرسة تعمل بكل طاقة من اجل أن يكون في مدرستنا نماذج كثيرة مثل شهد فنحن نعمل ليل نهار ونسابق الزمان حتى نعيد للمدارس الحكومية ريادتها ويعلم الله أن هناك نماذج كثيرة في المدرسة تستحق أن نلقي عليها الضوء ،وأضاف أن “شهد” وضعت مدرسة المنيب الإعدادية بنات في المقدمة في المحافظة وإدارة جنوب الجيزة ،ونحن عازمون على مواصلة التفوق وتحقيق نتائج جيدة في المستقبل فالمعلم عندما يشاهد تلك النماذج يشعر بأنه جنى الثمار ،وأشاد “رشدي ” بإدارة جنوب الجيزة ومديرية التعليم في الجيزة ووكيلة الوزارة الذين يسعون إلى الارتقاء بالعملية التعليمة في المحافظة من خلال توفير كافة الاحتياجات في حدود المتاح .
واصطحبت فريق العمل وذهبنا إلي” شهد ” واستقبلتنا الأسرة بحفاوة كبيرة وجلسنا مع الحاج عاطف والد شهد الذي يعمل سائق تاكسي ويفتخر بعملة وأكد لنا بكل ثقة انه كان يعرف أن شهد ستحقق مركز متقدم وإنها متفوقة في كل المراحل وكذلك أبنائه الثلاثة الذين يدرسون بالمرحلة الابتدائية والإعدادية ،وأضاف أن أولاده هم ثروته الحقيقية وانه يعمل ليل نهار من اجل توفير حياة كريمة لهم رغم الظروف الصعبة ،مشيدا بدور والدة شهد في تفوقها وتوفير الهدوء والتركيز لها ،مؤكدا أنها تحافظ على الصلاة وترغب في أن تكون دكتورة في مستشفي “57” للأطفال .
وانتقلنا بالحديث إلى “شهد ” ودار حوار طويل معها أهم ما فيه أنها تحافظ على الصلاة وتنظم أوقاتها وترغب في الالتحاق بكلية الطب وتخصص في طب قلب الأطفال ،وتعتبر الدكتور مجدي يعقوب طبيب القلب العالمي والدكتورة سوزان محب طبيبة الأطفال مثلها الأعلى في الحياة .
وعن وسائل التواصل الاجتماعي قالت أنها تنقطع عن متابعتها أثناء الدراسة وفي الإجازة تطالع الفيسبوك فقط وخصوصا الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي التي تتمنى أن تلتقي معه بالإضافة إلى أخبار الجيش المصري العظيم وصفحة المدرسة وتتواصل مع بعض أصداقها .
وعن أصداقها في المدرسة قالت كلهم متفوقين فأنا وأصدقائي يفرق بيننا درجة أو درجتين عن الأكثر ،وأكدت أن نسبة تحصليها من المدرسة تتعدي 85% في المائة وأنها تستعين ببعض المدرسين في دروس خصوصية للاستفادة من المرجعات والنماذج وان والدها رغم الظروف الصعبة لا يبخل عليها بأي مبلغ .
وفي النهاية أقدم للقارئ الكريم نموذجاً مبهراً ومشرفاً تحدى كل الظروف وقهرت الصعاب حتى وضعت نفسها في المقدمة في محافظة الجيزة ولديها أمل كبير في مواصلة التفوق والنجاح وتحقيق حلم والدها وتصبح طبيبة مشهور تسعى لمساعدة الفقراء والمحتاجين ،إن شهد نموذج مميز لكل طالبة أو طالب يسعي لتحقيق الحلم .