تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ما أورده موقع Mailonline من خبر حول آخر المستجدات المتعلقة بالمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المقرر أن يقيم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفل إفطار في شهر رمضان يوم الأربعاء القادم الموافق السادس من شهر يونيو بالبيت الأبيض.
وصرح ترامب، في بيان له منتصف شهر مايو الماضي، بأن من يترقبون صيام شهر رمضان يمكنهم تقوية روابط المجتمع الأمريكي ومساعدة المحتاجين وتقديم أمثلة جيدة لكيف ننعم بحياة مباركة معربًا عن أمله هو وزوجته بأن ينعم المسلمون بشهر رمضان كريم.
يأتي هذا بعد أن خالف ترامب التقاليد المتعارف عليها بالبيت الأبيض عام 2017 نظرًا لعدم إقامته حفل إفطار رمضاني به آنذاك، ذلك التقليد الذى استمر لعقود وحافظ عليه الرؤساء السابقون كباراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلنتون فجميعهم قد أقاموا مأدبة إفطار رمضاني خلال فترة رئاستهم.
كما يأتي هذا على النقيض تمامًا مما دعا إليه خلال حملة انتخاباته الرئاسية من حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية وصولًا إلى أن تم قصر الأمر على المسلمين القادمين من دول مسلمة بعينها والتي مازالت معروضة أمام المحكمة العليا.
ويعود تقليد إقامة البيت الأبيض لموائد إفطار إلى ديسمبر عام 1805 عندما استضاف الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون السفير التونسي سيدى سليمان ميلاميلي خلال النزاع الأمريكي مع ما عرف وقتها بالدولة البربرية، وتضمنت الدعوة وقتئذ ما نصه: “أن العشاء سوف يقدم على المائدة مع تمام غروب الشمس” وقد أعادت هيلاري كلينتون هذا التقليد مرة ثانية فى عام 1996.
وجاء فى رسالة الدعوة التى يوقعها الرئيس الأمريكي ومن المقرر توجيهها لبعض المسلمين لحضور هذا الإفطار: “مع قدوم شهر رمضان أهنيء المسلمين الذين يصومون شهر رمضان فى الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم.
وفى هذا الشهر الكريم يحيى المسلمون ذكري نزول القرآن الكريم على النبي محمد وذلك من خلال المؤاخاة والصلاة وكثير منهم يصومون الشهر ويتصدقون ويصلون ويقرأون القرآن، ورمضان هو وقت لتأمل الذات وتعميق النمو الروحى وتجديد الإحساس بالشكر والتقدير لنعم الله التى أعطاها لنا، ومن خلال هذه الروح الشاكرة المتأملة فإن الصائمين يمكنهم أن يمنحوا مجتمعاتنا القوة ويساعدوا المحتاجين ويقدموا قدوة طيبة توضح كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة مباركة.
وتابع: يذكرنا رمضان بالثراء الذى يضيفه المسلمون للنسيج الديني للحياة الأمريكية، ففى الولايات المتحدة نشعر أننا مباركون لأننا نعيش تحت ظل دستور يعزز من الحرية الدينية ويحترم كل الشعائر الدينية، فدستورنا يؤكد على أن المسلمين يمكنهم أن يصوموا خلال شهر رمضان وطبقا لتعاليم الضمير ودون أن تعوق الحكومة ذلك، وبهذا فإن الدستور يقدم لنا فرصًا متنوعة لتعميق فهم الروح الإنسانية. يتوحد الكثيرون للاحتفال برمضان وأنا ألتحق بالكثيرين أملا فى شهر كريم، رمضان مبارك”.
ويري مرصد الأزهر أن هذه البادرة الطيبة من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تنم عن احترام مشاعر المسلمين وتعكس تقديره لهم، وتؤكد على إدراك الإدارة الأمريكية ووعيها بأن هناك فارق كبير بين ما ترتكبه جماعات العنف والإرهاب وبين تعاليم الإسلام الحقيقية التى تقوم على الرحمة والتسامح والسلام ويؤمن بها مليار ومائتي مليون مسلم.
كما أن من شأن هذه المبادرات الطيبة أن تعزز روح التضامن والسلام والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم وتشجع على التعايش السلمي وتحافظ على نسيج المجتمع من التمزق وتضيع الفرصة على جماعات العنف والتشدد التي تعمل ليل نهار على النيل من وحدة المجتمعات ومن نسيجها الاجتماعي والديني.