تصوير: درش
أقامت المندوبية الليبية لدي جامعة الدول العربية مطلع الأسبوع الجاري بالقاهرة ، صالونًا ثقافيًا تحت عنوان«أزمات المثقف والثقافة في ليبيا» بحضور حشد كبير من المثقفين في ليبيا ،إذ تحدث في الفعالية الكاتب فوزي الحداد، والقاص محمد عقيلة العمامي، رئيس اتحاد المنتجين للأعمال التلفزيونية الهادي البكوش ، الموسيقار علي ماهر والكاتب الصحافي فتحي بن عيسى
وأدارت الفعالية الإعلامية الليبية حنين بوشوشة ،بحضور نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق عبد الحفيظ غوقة، ومدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب فوزي الغويل، نائب سفير ليبيا في مصر يوسف حدادة، المؤرخ شكري السنكي، مسؤول المتابعة بالسفارة الليبية ناصر الغويل، الفنانة خدوجة صبري، الاستشاري علي بوقرين، المستشار الإعلامي بالمندوبية محمود البوسيفي، و المستشار السياسي بالمندوبية وليد الهايل، الإعلاميات صباح الزوي، حنان المقوب، هناء الزوي، الحقوقية دينا الطيب،وجمع غفير من أبناء الجالية الليبية في مصر والمهتمين بالثقافة .
دشن الفعالية السفير الدكتور صالح عبد الواحد الشماخي مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية ،إذ ألقى كلمة مقتضبة رحب فيها بالضيوف وقال ، إنًه لمن دواعي سروري أن يتحول الصالون لمحراب الثقافة الليبية و أحد روافد التنوير في بلادنا، مشيرا إلى أنً الصالون يناقش محاور رئيسية مضمونها كبير جدا متمثلة في أزمات المثقف والثقافة في ليبيا.
فيما وجه الكاتب والباحث الدكتور فوزي الحداد، لشكر للسفير الدكتور صالح الشماخي على دعمه للأنشطة الثقافية والموافقة على إطلاق الصالون الثقافي، وأوضح أنً الثقافة والمثقف أحد الموضوعات المتشعبة بشكل كبير
وركز الحداد على شخص المثقف باعتباره الركن الأساسي في صناعة المشهد الثقافي؛ فالكثير من الكتب والدراسات بدأت دراسة شخص – ماهية المثقف – فلفظ المثقف لم يظهر في الساحة الحديثة إلا مع بدايات القرن الماضي نتاج أزمة في فرنسا، انبري بعض الناس في كتابة “بيان المثقفين” ومنذ ذلك التاريخ وظهرت كلمة المثقف وتعني العقلاني، لكن طه حسين والعديد من الكتًاب أصبحت تطلق علي الشخص المهتم بشؤون الفكر والروح وهذا تعبير المفكر الدكتور إدوارد سعيد، والكثير من الباحثين صنفوا المثقف لقسمين، تقليدي يواصل فعل الأشياء من جيل إلي جيل، وآخر عضوي والذي يوجد في أصحاب الطبقات الليبرالية .
وانحصر كلمات الحاضرين على المنصة حول آليات دعم الثقافة الحقيقة لبناء الوطن وخلق نوعا من التكاتف بين أبناء ليبيا ،مطالبين المسئولين في ليبيا الاهتمام بالثقافة والفكر والفن لأنهم دوافع حقيقية نحو بناء مجتمع ينبذ العنف ويحث على التكاتف من خلال رفع درجات الوعي لمعرفة قيمة الوطن الحقيقية .
فيما تساءل الصحافي فتحي بن عيسي قائلا “العنوان يفترض وجود مثقف وثقافة ولديهما أزمات وليس أزمة واحدة، فعند من يتوقع المثقف والثقافة أن يجد حلا لأزماتهم”.
وركز بن عيسى على أن ” المجتمعات لا تنهض إلا بمثقفيها، فإذا كان المثقف يشكو فما الظن بالمجتمع، فالمثقف الذي نحتاجه اليوم هو الذي يستطيع أن يشخص أزمات مجتمعه ويبتكر الحلول لها”.
وتأسف بن عيسى قائلا ” للأسف تحول المثقف إلى موظف وتحولت الثقافة إلى وسيلة لكسب لقمة العيش، فالمثقف إذا لم تكن له رسالة يؤمن بها ويضحي لأجلها فهو موظف لا يرجى منه شيء”.
ورأى بن عيسى أن “الأزمة الحقيقية هي اختفاء النخب التي تقود البلاد، في ظل وجود آليات نشر عديدة لكل من يرغب أن يبرز دورة التنويري والثقافي، تغنيه عن الفضائيات ورحمة المسؤول ليطبع له كتاب”.
وانحى بن عيسى باللائمة على مثقفي بلاده فيما وصلت له الأمور، بالقول ” كيف نرجو من نخبتنا حلا وفئة الكتاب والصحفيين والإعلاميين عجزت عن أن تجمع شتاتها وفشلت في تأسيس نقابات لها، فنكبتنا في نخبتنا”.
وفي ختام الصالون، كرم السفير الشماخي الإذاعي محمد أبو عامر، والإعلامي عبد الفتاح الوسيع، بمناسبة حصولهما على جائزة التميز الإعلامي العربي للعام 2018.