قال المحلل العسكري عاموس هرئيل في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن تفشي الحرائق في محيط غزة نتيجة للطائرات الورقية وبالونات الهليوم التي يرسلها الفلسطينيون من قطاع غزة يتطلب من الجيش الإسرائيلي تكثيف ردود أفعاله بشكل تدريجي.
وذكر أنه تم قصف أهداف عسكرية لحماس في قطاع غزة من الجو رداً على الهجمات المتواصلة بالطائرات الورقية المسببة للحرائق، لكن الجيش ما زال يوصي مجلس الوزراء بعدم اجتياز الخط – الامتناع عن محاولة قتل الأشخاص الذين ينظمون هذا النشاط، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عام على الحدود لاسيما وأن حماس تهدد إسرائيل بالعودة إلى الصواريخ حال استخدام القوة ضدها.
يبدو أنه في الصراع الطويل مع إسرائيل، بحسب ما ذكرت هآرتس، تستخدم حماس في كل مرة وسيلة أبسط لكنها لا تقل فعالية للضغط عليها، فأثبت تكتيك استخدام الطائرات الورقية والبالونات أنه مفيد تمامًا لحماس، على الرغم من أن عدد قليل منها فقط يؤدي إلى نشوب حرائق، إلا أن هذه طريقة رخيصة وسهلة التفعيل، فالحرارة والرياح تؤجج النار، والضرر النفسي الناجم عن الحرائق في المنطقة المجاورة هو أعلى من الضرر الواقعي – والمشاهد الكئيبة في الحقول السوداء تخلق ضغطًا عامًا على الحكومة للمطالبة باتخاذ إجراء.
كما أفاد هرئيل أنه على عكس بقية أعمال العنف على الحدود، فإن إطلاق الطائرات الورقية يتم من مسافة بعيدة عن السياج، من عمق القطاع، من مكان لا تصله نيران القناصة، ولذلك يريد بعض الوزراء المصادقة على عمليات قتل تستهدف من يطلق هذه الطائرات، لكن الجيش يعتبر استخدام الهجوم الجوي لمواجهة ذلك أمر مفرط. ويدعي الجيش أنه من المستحيل قتل مجموعة من الناس في غارة جوية لمجرد وجود شخص بينها يشارك في هذا النشاط.
وأوضح هرئيل أنه وفقا للمخابرات فإن حماس تشجع إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، وتوفر المال والوسائل للمشاركين فيها، وهم في غالبيتهم من الأولاد والفتية.
وكرد فعل مؤقت، يعمل الجيش الإسرائيلي على تطوير سلسلة من الوسائل؛ وتم تجنيد كاشطات مدنية لإسقاط الطائرات الورقية والتي نجحت جزئيا، لكنه تبين بأن بالونات الهليوم تشكل تحديا يصعب كسره، فضلا عن محاولات الجيش الإسرائيلي لقصف مخازن الطائرات الورقية فيها، وقصف المركبات التي يستخدمها النشطاء.