كتبت الاستاذة/ رشا العيسوي
استشاري صحة نفسية وأسرية – أخصائي تعديل سلوك وسن المراهقة
تربية الأبناء ليست مهمة عابرة، بل هي رحلة طويلة مليئة بالتحديات والمواقف التي تحتاج من الأهل وعيًا وفهمًا عميقًا لاحتياجات أبنائهم. في زمن تتسارع فيه ضغوط الحياة وتتشابك المؤثرات النفسية والاجتماعية، يزداد دور الأسرة أهمية في بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، مع تعديل السلوكيات السلبية منذ الصغر.
فهم احتياجات الأبناء
لكي نستطيع تعديل سلوك أطفالنا، علينا أولاً أن نفهم احتياجاتهم الأساسية:
• الاحتياج للحب والاحتواء: الطفل الذي يشعر بالحب غير المشروط يصبح أكثر تقبلاً للتوجيه والنصح.
• الأمان النفسي: بيئة مستقرة خالية من الصراخ والعنف تساعد الطفل على النمو بشكل سليم.
• التشجيع والتحفيز: كلمات الدعم والاحتفاء بالإنجازات الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا في ثقة الطفل بنفسه.
تعديل السلوك السلبي وتعزيز الإيجابي
• التجاهل الإيجابي: بعض السلوكيات السلبية مثل العناد أو الجدل الزائد يمكن تقليلها بتجاهلها وعدم منحها الاهتمام الزائد.
• التعزيز الإيجابي: مكافأة السلوك الجيد، سواء بالكلمة الطيبة أو الأنشطة المفضلة، يجعل الطفل يكرر هذا السلوك.
• القدوة الحسنة: الأهل هم النموذج الأول لأطفالهم، فالسلوكيات الإيجابية التي يرونها أمامهم هي ما سيتعلمونه.
التعامل مع فرط الحركة والنشاط الزائد
• توفير أنشطة بدنية يومية لتفريغ الطاقة الزائدة.
• تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة وواضحة.
• وضع روتين يومي ثابت يساعد الطفل على الشعور بالاستقرار.
• استخدام أسلوب التعليم الممتع (التجارب – الألعاب التعليمية) بدلًا من التعليم التقليدي الصارم.
تقليل تشتت الانتباه وقلة التركيز
• تنظيم مكان المذاكرة ليكون هادئًا وخاليًا من المشتتات.
• تحديد أوقات قصيرة للتركيز يتخللها فترات راحة.
• الاعتماد على طرق تعليمية متنوعة: الصور، الألوان، الأنشطة العملية.
• تدريب الطفل على تمارين التنفس والاسترخاء لزيادة التركيز.
إن بناء طفل متزن نفسيًا وسلوكيًا لا يتحقق بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى صبر وتواصل فعّال بين الأهل وأبنائهم. التغيير يبدأ من البيت، حيث يكون الأب والأم هما الركيزة الأولى التي يتكئ عليها الطفل في مواجهة تحديات الحياة. تذكروا دائمًا أن الاحتواء والحب هما المفتاح لكل نجاح تربوي.

























