قُتل 14 شخصًا على الأقل من “الروهينجا” المسلمين، بينهم نساء وأطفال، إثر انقلاب مركبهم قبالة سواحل بنجلاديش الخميس، في حين تجاوز عدد الوافدين من هذه الأقلية إلى هذا البلد هربًا من أعمال العنف في بورما نصف مليون شخص.
وتزامنت الكارثة الجديدة مع تأجيل زيارة كانت مرتقبة، اليوم الخميس، لوفد من الأمم المتحدة هي الأولى إلى ولاية “راخين” (أراكان)، التي تتركز فيها أعمال العنف، منذ بدء موجة نزوح “الروهينجا”.
وفي موقع الحادث، روى شهود وناجون أن المركب انقلب قبيل وصوله إلى الشاطئ.
وقال فضل الكريم، من شرطة “كوكس بازار”، جنوب بنجلاديش:”تم العثور على 14 جثة قرب شاطئ ايناني، وهم من الروهينغا”، مضيفًا أن الضحايا هم عشرة أطفال وأربع نساء.
وبحسب شهود، فإن مركب المهاجرين انقلب الخميس، فيما كان يقترب من الشاطئ، وقال محمد سهل “تاجر” قرب الشاطئ: “لقد غرقوا أمام أعيننا، وبعد دقائق لفظت الأمواج الجثث على الشاطئ”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الناجين إن المركب انطلق مساء الأربعاء من قرية ساحلية في “راخين” للوصول إلى بنجلاديش.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد “الروهينجا” اللاجئين في بنجلاديش منذ نهاية أغسطس هربًا من أعمال العنف في بورما تجاوز عتبة نصف مليون شخص.
وقالت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في تقرير حول متابعة الوضع: “تم تسجيل أسماء 501 ألف و800 من الوافدين الجدد حتى 27 سبتمبر”، ولفت التقرير إلى أن تدفق اللاجئين على الحدود يشهد تباطؤًا منذ عدة أيام.
كما تأجلت زيارة كان سيشارك فيها ممثلون عن بعثة الأمم المتحدة في بورما الخميس إلى ولاية “راخين”.
وكانت الأمم المتحدة حضَّت حكومة بورما على السماح لهيئات الإغاثة بالوصول إلى شمال “راخين” منذ اندلاع أعمال العنف في نهاية أغسطس.
وأوضحت الأمم المتحدة الأربعاء أنها أبلغت أن ممثليها يمكنهم الانضمام إلى رحلة تنظمها الحكومة إلى المنطقة الخميس، لكن متحدثًا باسم مكتب منسق الأمم المتحدة في بورما قال إن الزيارة تأجلت بسبب سوء الأحوال الجوية، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أكدت في وقت سابق من هذا الشهر أن أقلية الروهينجا في بورما تتعرض لعملية “تطهير عرقي” على يد جيش ميانمار، ورغم تشكيل مجلس حقوق الإنسان لـ ” بعثة دولية مستقلة” للتحقيق في العنف الذي يتعرض له الروهينجا، رفضت السلطات البورمية دخول البعثة إلى أراضيها.