غداة إعلان ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، انتهاء الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية في جنيف، دون أي تقدم كمثيلاتها من الجولات السبع السابقة، دعا نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية، مساء الخميس، الأمم المتحدة، للإفصاح أمام المجتمع الدولي عن سعي النظام لهدم المسار السياسي في جنيف.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر إقامة وفد المعارضة في جنيف، اعتبر الحريري أن مفاوضات جنيف في خطر حقيقي، مشددا على أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يجب عليهما “حماية هذه العملية”، مؤكدا أن هناك من جاء ليغتال السلام في هذه المفاوضات، بحسب موقع “العربية.نت” الإخباري .
وأضاف الحريري: “على مدى ثلاثة أسابيع انخرطنا بجدية بالغة في محادثات مسؤولة مع الأمم المتحدة حول الانتقال السياسي، وطالبنا بمفاوضات مباشرة وغير مشروطة تتناول السلال الأربع، وفق بيان جنيف1 (عام 2012)، والقرار الأممي 2254”.
وتابع قائلا: “العالم شاهد على أنه لا شريكَ لنا في مفاوضات جنيف، هناك من جاء ليغتال السلام، مستنداً إلى ذرائع واهية، لم يلقِ لها أحدٌ بالاً في المجتمع الدولي”.
وكان دي ميستورا قال إن الجولة الأخيرة “كانت فرصة كبيرة مهدرة”، ملقيا بأغلب اللوم في فشلها على الجانب الحكومي.
وأضاف في مؤتمر صحفي، الجمعة، “كان هدفنا أن نجري مفاوضات حقيقية، لم نحقق ذلك، لم نجر مثل تلك المفاوضات، بتعبير آخر المفاوضات لم تعقد في الحقيقة”وفقًا لشبكة “سكاي نيوز.عربية”.
ويشكل دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية القضية الخلافية الرئيسية بين طرفي التفاوض.
وبحسب بيان اجتماعها الأخير في الرياض، تستبعد المعارضة السورية أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، رغم أن دي ميستورا لمس موقفا مخففا خلال مناقشات مغلقة في جنيف، على حسب قوله.
لكن في المقابل، ترفض دمشق هذا الطرح. وقال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري: لم نكن نرغب في أن تفشل المحادثات، لكن المعارضة وضعت شرطا مسبقا الشهر الماضي في بيان ختامي لمؤتمر “الرياض 2” الذي قالت فيه إن الأسد لا يمكن أن يكون له دور في الانتقال السياسي بسوريا.
وقال دي ميستورا، إن دمشق أرادت منه الإصرار على أن تسحب المعارضة بيان الرياض، ما بدا وكأنه شرط مسبق للمفاوضات.
ويركز الوفد الحكومي طرحه في المحادثات على قضية محاربة الإرهاب أولا، وهو ما يعطل الانتقال إلى القضايا الأهم في التفاوض.
وشهد عام 2017 وحده 4 جولات تفاوض لم تتمكن أي منها في فتح ملف الانتقال السياسي الذي من أجله تجرى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.