تتجه أنظار العالم، غدا الجمعة، إلى قمة الكوريتين وسط تساؤلات حول قدرة هذه القمة على التقدم في طريق نزع كوريا الشمالية سلاحها النووى، وحلحلة هذا الملف الشائك.
ويجيب محللون فى مركز “آى أتس أس” لتحليل المعلومات، عن السؤال الصعب وهو هل ستفكك قمة الكوريتين نووى بيونج يانج؟.
ويرجح المحللون أن تبقى الاختلافات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووى كما هى عليه، مع الإبقاء على الجهود الرامية للضغط على بيونج يانج وعدم النكوص عنها.
ويؤكد المحللون أن مجرد التصريحات فى هذا الإطار لا تبدوا مجدية مع كوريا الشمالية، وأن نزع أسلحتها النووية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعلانها بشكل واضح عن تفكيك بنيته النووية والسماح بإجراء عمليات تفتيش، حسبما ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية.
وعلى الرغم من إعلان كوريا الشمالية بشكل مفاجئ مؤخرا تخليها عن السلاح النووى، فإن المجتمع الدولى سيحتاج إلى آلية للتحقق من هذا صحة الإعلان وإثبات جدية خطوة بيونج يانج.
ويخشى مراقبون من أن يكون إعلان كوريا الشمالية الأخيرة ذرا للرماد فى العيون، وأن تكون بيونج يانج قد بنت منشآت لتطوير الأسلحة النووية فى أماكن سرية.
ويدور الحديث حاليا فى بيونج يانج عن تقليل التصريحات الكورية الشمالية بشأن الاختبارات النووية والصاروخية، الأمر الذى يعتبره مراقبون “دبلوماسية جديدة” لتهدئة مخاوف الغرب بشأن نووى بيونجيانج.
وفي سياق مشابه، ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية، في تقرير، اليوم الخميس، أن دراسة صينية أظهرت أن مكان إجراء التجارب النووية في كوريا الشمالية قد تضرر بشكل كبير إثر آخر تجربة للصواريخ النووية، ما جعله غير قابل لإجراء تجربه جديدة به، لحين إصلاحه وترميمه.
إذ كشفت دراسة أجراها الجيولوجيون الصينيون أن موقع التجارب النووية الرئيسي في كوريا الشمالية قد انهار جزئيا تحت ضغط العديد من الانفجارات ، مما يجعله غير آمن لإجراء مزيد من الاختبارات وعرضة للتسربات الإشعاعية.
موقع التجارب في بونجاي-ري ، في منطقة جبلية في الشمال الشرقي لكوريا الشمالية، هو موقع جميع التجارب النووية الستة للنظام منذ عام 2006.
وأشارت الصحيفة أن تلك النتائج تلقي بظلال من الشك على إخلاص كوريا الشمالية في إعلانها في نهاية الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن اختبار الأسلحة النووية في الموقع قبل قمة غدا الجمعة بين الزعيم الشمالي كيم جونج أون ، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.
وتثبت القرارات، التى صدرت عقب خطاب زعيم كوريا الشمالية، فى الاجتماع الأخير للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، أن الأسلحة النووية لا تزال تلعب دورا محوريا فى ضمان أمن البلاد.
وسيكون من الصعب التخلص من القوى البشرية العاملة فى برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، والذين سيشكلون قنبلة موقوتة فى وجه المجتمع الدولى، إن لم يكن فى وجه النظام الحاكم فى البلاد.
وسبق أن أعلنت كوريا الشمالية عن تعليق برنامجها النووى عام 2015 بالتزامن مع عرض عقد قمة مع كوريا الجنوبية التى رفضتها آنذاك، لكنها استأنفت التجارب الصاروخية بعد ذلك بأسابيع قليلة.
وقد يعكس إعلان بيونج يانج الأخير تعليق البرنامج النووى، التقدم الكافى الذى أحرزته كوريا الشمالية فى بناء قوتها الرادعة من الأسلحة النووية، وما ما صرح به الزعيم كيم فى خطاب له مطلع العام الجارى.
وقال مسئول من مكتب الرئاسة فى كوريا الجنوبية، إن القمة التاريخية بين الرئيس الكورى الجنوبى مون جيه إن والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، ستشمل عشاء رسميا وستبث على الهواء مباشرة.
إلى هنا لا يبدو الأمر غريبا، لكن الغريب أن الاتفاق التحضيرى للقمة بين الطرفين اشتمل على تفاصيل دقيقة، من بينها توقيت المصافحة بين الزعيمين، والخط الدقيق لعبور زعيم كوريا الشمالية للحدود مع الجارة الجنوبية.
ولا تزال التحضيرات للقمة، التى ستعقد غدا، جارية على قدم وساق، إذ عقدت الكوريتان، الأربعاء الماضى، بروفة نهائية فى المنطقة الأمنية المشتركة فى بانمونجوم، مكان انعقاد القمة الثالثة.
ونقلت وكالة “يونهاب” للأنباء فى كوريا الجنوبية، عن المتحدث باسم مكتب الرئاسة كوون هيوك – كى، أن الكوريتين وافقتا على أن تبدأ القمة قبل ظهر يوم الجمعة.
وقال كوون، عضو فى وفد كوريا الجنوبية المكون من 5 أشخاص للحوار بشأن القمة: “عقد الجنوب والشمال 3 جولات من المحادثات على مستوى العمل بشأن البروتوكول والتدابير الأمنية والتغطية الإعلامية، وتوصلوا إلى اتفاق نهائى”.
وفى آخر اجتماع بين الطرفين، وافقت كوريا الشمالية على السماح لكوريا الجنوبية ببث مراسم القمة، حتى قبل أن يعبر الزعيم الكورى الشمإلى الحدود بين الكوريتين، بحسب كوون.